زيارة اردوغان للسعودية

زيارة اردوغان للسعودية

وصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية مساء الاثنين، في بداية جولة خليجية تشمل أيضًا قطر والإمارات. تهدف هذه الجولة إلى تعزيز الاستثمارات الخليجية في اقتصاد تركيا التي تواجه صعوبات اقتصادية كبيرة. يعمل إردوغان، الذي تمت إعادة انتخابه لولاية ثالثة بعد انتخابات في مايو، على ضمان تدفق مالي لتحفيز اقتصاد بلاده الذي يعاني من التضخم الكبير وانهيار قيمة العملة الوطنية. تستمر الجولة لمدة ثلاثة أيام.

تم بث مقاطع فيديو تظهر مسؤولين سعوديين يستقبلون إردوغان وزوجته عند وصولهم إلى مقر منتدى الأعمال السعودي التركي في جدة. وبعد وقت قصير، بدأ المنتدى، الذي تم إطلاقه في ديسمبر الماضي، أعماله كما أظهرت بث مباشر للتلفزيون السعودي.

شهد المنتدى توقيع تسع اتفاقيات في قطاعات العقارات والتكنولوجيا والإعلام ورأس المال البشري، وفقًا للمصادر. وفي خطابه أمام الحضور في المنتدى، أعرب وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح عن رغبته في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.

قبل مغادرته إسطنبول، أعلن إردوغان أن الاستثمار المشترك والأنشطة التجارية ستكون جدول أعماله الأساسي خلال الزيارة. أشار إلى أن التبادل التجاري بين تركيا ودول الخليج ارتفع من 1.6 مليار دولار إلى حوالي 22 مليار دولار في السنوات العشرين الماضية، وأعرب عن رغبته في زيادة هذا الرقم بشكل أكبر من خلال منتديات الأعمال والتعاون.

من المقرر أن يلتقي إردوغان بالعاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قصر السلام في جدة على الساحل البحري. تعتبر هذه الزيارة الثانية لإردوغان للسعودية منذ إعادة التوصل إلى المصالحة بين البلدين في أبريل 2022 بعد قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018 والتي تسببت في توتر العلاقات بين البلدين. قام ولي العهد السعودي بزيارة لتركيا في يونيو 2022.

على مدى السنوات العقد الماضية، كانت العلاقات بين تركيا والسعودية والإمارات متوترة بسبب دعم تركيا لجماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها السعودية والإمارات كمنظمة إرهابية. كما كانت البلدين على جانبي النزاعات الإقليمية في سوريا وليبيا.

تسبب الحصار الذي فرضته السعودية على قطر، وهي حليفة لتركيا، لمدة ثلاث سنوات وقضية خاشقجي في تدهور العلاقات بين أنقرة والرياض.

تشير المراقبة إلى أن الزيارة تأتي في سياق انفراجات دبلوماسية في المنطقة بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أعلن عنه في مارس وأدى إلى استئناف العلاقات بين السعودية وإيران. كما أعلنت الرياض استئناف العلاقات مع سوريا، حليفة إيران، واستضافة الرئيس السوري في القمة العربية قبل شهرين.